بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله الحي القيوم أوضح لنا سبيل الهداية وأبعد عنا ظلمات الغواية وأشهد أن لا إله إلا الله تقدست أسماؤه وصفاته وعم كل شيء إحسانه ...
و الصلاة و السلام على النبي المجتبى والحبيب المصطفى ماحي الخطايا جميل السجايا
الوافي بالعهود ، صاحب المقام المحمود ، واللواء المعقود
أعزاءنا أعضاء و زوار ستار مرحبا بكم مع في هذا الفضاء الثقافي و أهلا و سهلا بالجميع.
>>>>>>>>>
الإنسان منذ طفولته إلى بلوغه من جهله إلى نبوغه، يمر بأمور كثيرة ملؤها نجاحات و عثرات
و من هذا المنطلق وددنا أن نضع بين أيديكم هذا الموضوع المتواضع
لنناقشه و نحلّله و نتبادل الآراء فيه
راجين من الله أن نكون قد وُفقنا فيه و في اختياره، فإليكموه ...
>>>>>>>>>
>>>>>>>>>
كلنا طموح و الطموح يكبر معنا ليتحول إلى أهداف لابد من الوصول إليها،
و مع تحقيق أول هدف تفتح شهيتنا لهدف ثان و ثالث و أهداف كثيرة،
فنسعى و نكّد و نجد، و نلتقي بمن يساعدنا و يدفعنا و يزيدنا إصرارا على تحقيق رغباتنا التي لا تنتهي.
و كم هو جميل أن نجد من يأخذ بيدنا و إلى الطريق السليم يوجهنا و يصحح أخطاءنا و الأمل و الثقة يزرع فينا...
يعلمنا حتى نكبر و نتعلم منه حتى نتطور، و نمشي خطوة و اثنتين حتى نصل الميل و الميلين و أميال كثيرة،
تأخذ من حياتنا و وقتنا و قد تبعدنا في سبيل تحقيق المزيد عمن نحب و يحبنا،
لكن نواصل و لا نقبل بشيء يعيقنا لأن في لذة النجاح مذاق طعمه مميز
و لا نرغب حينها في تذوق شيء آخر غير طعم النجاح حتى ندمن عليه.
لكن هناك ذوق خاص و مر مذاقه كالعلقم لا نتمناه لا لأنفسنا و لا لغيرنا،
فتصور أنك تبني قصرا فوق شاطئ رمل و تأخذ فيه ساعات حتى تنسى نفسك ثم
و في لحظة وبين رمشة عين و أخرى، تأتي موجة لتبتلع ما قمت به و يصبح القصر العالي حبات رمل عادت إلى طبيعتها..
فما شعورك حينها؟
أكيد هو الإحساس بالفشل و طعم الهزيمة؛
أجل هو الفشل و الهزيمة...
كيف لا و نحن نرى أعمالنا و كل ما أنجزناه و تعبنا من أجله و ضحينا بالكثير في سبيل الوصول إليه بأنفسنا و أهلنا،
يتهاوى أمام أعيننا و نحن نتفرج و كأنه مشهد سينمائي درامي لا يمكن التدخل لتغييره بل علينا مشاهدته فقط في صمت دون حراك.
و هنا تُزرع الهزيمة فينا و يأخذ الندم مأخذه منا؛ لما و ليت و يا حسرتاه...لا قريب و لا حليف،
تأسرنا المآسي فتلك الأعمال و النجاحات كانت نتاج سنين و سنين من الكد و الجهد الذي ذهب مهب الريح
ليأخذ معه كل آمالنا و أحلامنا مخلّفا وراءه اليأس و الفشل و تساؤلات كثيرة؛
ألم نعمل؟ ألم نجتهد كفاية؟ ألم نتخذ القرارات السليمة؟
و نبقى نبحث عن الأسباب و قد نعلق سبب فشلنا على شماعة غيرنا أو على الظروف و قدرنا، و نبكي حظنا،
و تزيد معاناتنا عندما نرى إهمالنا لأهلنا و أحبابنا من أجل تحقيق أهدافنا و الفجوة التي خلفنا بينهم و بيننا،
فهل يغفروا لنا زلاتنا في حقهم و بعدنا عنهم؟؟
قفزنا فوق درجات السلالم بسرعة و تسرع سابقنا الزمن و سابقنا حتى نصل القمة،
فغافلنا و تلاعب بنا و سبقنا و ما أن وصلنا القمة حتى تعثرنا و وجدنا أنفسنا في الأسفل و من البداية،
فهل كان العيب فينا أم كانت السلالم هشة و هوت بنا؟
تعب، هزيمة، شقاء و فشل ... و كلمات تهبط من عزيمتنا فهل نقبل بها في قاموسنا؟
نرجع لقصرنا الذي بنيناه فوق الرمل و هوى أمام أعيننا فهل سنتوقف عند هذا الحد و نترك قطرات ماء تهزمنا؟
أو نعاود بناء قصورنا أفضل مما كانت و نمتنها و نجعل من فشلنا هزيمة مؤقتة تصنع أمامنا فرصا حقيقية للنجاح الذي له طعم خاص
و مذاق رائع يؤثر فينا و في حاضرنا و مستقبلنا..
أجل لابد من المحاولة مرة ثانية و ثالثة حتى ننجح،
فالحياة محاولات و تجارب و في التجارب براهين و منها نتعلم
و نتدارك الأخطاء و نحاول بل علينا أن نصحّحها حتى لا نعاود الكرّة و نقع فيها..
و في لحظة اليأس و الهزيمة التي نحن فيها ينبثق من داخلنا ضوء أمل يدغدغ طموحنا،
الذي يحي فينا و بداخلنا و يستيقظ من جديد من أجلنا و من أجل كل من خذلناهم و أبعدناهم بجهلنا و إهمالنا عنا
ليشد من عزمنا و إرادتنا و بكل أمل و تفاؤل لمحاولات أخرى يدفعنا
و بكل إصرار و ثقة نجعل من الفشل سلالم نقفز
عليها لنصل لقمة النجاح من جديد،
لكن هذه المرة بخطى ثابتة للأمام نسير و بخطط مدروسة نطبق ما بدأنا
و على الله التوكل أولا و قبل كل شيء و منه التوفيق و رضاه عنا أول أهدافنا.
كما علينا أن نقتنع و نقنع أنفسنا بأن الحياة فشل و نجاح و علينا أن نحوّل الظروف لصالحنا في جميع الأحوال و نصنعها بأيدينا
رغم أننا نعمل و لا ندري إن كنا للنجاح سائرون أم للفشل مسايرون،
و مع ذلك علينا أن نخلص في العمل و نعطي ما لدينا حتى إذا فشلنا نكون قد أرحنا ضمائرنا و عرفنا أن في فشلنا خير و هو أعلم منا.
فماذا عنكم و أي مذاق و طعم لحياتكم تختارون و تفضلون؟
مساحة حرة لأقلامكم حتى لا نقيّد أفكاركم.
مع تحيات