سمعت عمرو اديب يقول * يا اهل مصر والصعيد * لا تخافوا فالنصر لنا اكيد* لقد اقصي بوقرة مجيد. قال الصعيدي وما الذي اقصاه * قال الرجل اصابة في ركبتاه * فرفع الصعيدي يداه * حامدا لله سعيدا بهدا الخبر * يدعو الرب القادر * على ان يكون لهم النصر * يوم 14 نوفمبر* ثم قاطعتهم قائلا: والله ان امركم غريب * ولا ارى في هذا الخبر شيء يفيد * ولم يصب في جيشهم الا شخص وحيد * يسمونه بوقرة مجيد *يقولون عنه انه مريض * وما يدريك ان الله سيشفيه عما قريب * ويعود الى الجيش من جديد.
قال الصعيدي:انت لا تعرف شيء عن هذا المخلوق العجيب* انه مقاتل صنديد* يلقبونه بالماجيك انه عمود الفريق* تراه في الميدان رشيق* ليس له صديق* ويا ويحه من تعرض له في الطريق ..........ثم راح المسكين يسرد اسماء القوم واحدا يتلوه الاخر وقوائمه ترتعش وجوارحه ترتعد فقلت : هون عليك ياصعيدي فبادرني قائلا : لو جربت تجربتي لعرفت معرفتي .
قلت : الا يوجد امل في النجاة من هدا القوم !تنهد قائلا والياس على وجهه
كانت امالنا معلقة برواندا *واني اتذكر تلك اللحظة * كنا نخطط لهم ونعد العدة * وبكل الوسائل للخضراء نتصدى*
حاملين في ايادينا حقائب مسودة * ويا فيها من ذهب وفضة.
حتى نجعل الروانديون لهم سدا * فقد اشبعنا الحكم لحما وكبدا * فلا اظهر شيؤا ولا ابدى* وظهر الروانديون في الميدان كالزبدة * اذا سقط احدهم ارضا تمدى * فضاعت امالنا *عند دخول حسان يبدا* فرجعنا نجر من ورائنا ذيول الياس والخيبة.
قلت : وهل واجهوا الا هذا القوم ! قال الصعيدي :
يقال انهم واجهوا قوما اسمه زامبيا * بلد يكثر فيه الفقراء * يقع في قارة افريقيا * وقد اتعبهم الزمن من الجوع والعطش والعرى * وبلا خجل او حياء * راحو يطلبون اتفه الاشياء * قائلين : يا محاربي الصحراء * نحن لا نريد العناء* لدينا شروط وليكن لكم اللقاء * اشبعونا خبزا طريا وقليلا من الشواء * وسوف نكون في الميدان كعارضات الازياء* وللعهد اوفياء* فما وجدت الخضراء* صعوبة مع هؤلاء الاغبياء* ثم انهال الصعيدي بالبكاء * فقلت مالذي يبكيك يا صعيدي ! قال: انا خائف من هذا الوباء* انه داء ليس له دواء * فما بوسعي الا البكاء .فقلت: لماذا تعلقون امالكم برواندا وزامبيا* ولا ترجون الله رب الارض والسماء* وتقفون وقفة الاشداء * وتواجهون هؤلاء الاعداء * وتدافعون على ام الدنيا .قال : ....... وفوق كل هذا المخاطر * سوف ياتي اكثر من خمسة الاف مناصر* لم ارى لهم من قبل ناظر * تهابهم كل البشائر *
اذا رايتهم وقفت منبهر وحائر* ليس فيهم شيخا ولا كهلا ولا قاصر* اصواتهم كزئير الاسد الثائر * وقد سبق وحدثنا عنهم سمير زاهر *يسمونهم باولاد بلومي وماجر *حاملين في اياديهم المزابر * ينادون بصوت واحد تحيا الجزائر* فقلت وما المزابر * فانا لم اسمع بهذا الاسم من قبل*
فقال : انها شرارة حمراء * تشبهالنيران* يتصاعد من فوقها الدخان* يلقبونها بالفيمجان *يستوردونها من اليابان* يستهلكونها اكثر من البطاطا والبدنجان.
يقول لبن هشام : وبينما هو على هذا المنوال *يصف لي تلك الاهوال * لاحظت ان عيونه تدبال *وقواه تنهال* ثم سقط ارضا ومال* وكانت تلك الاقوال *هي اخر ما قال .
فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم لقد مات الصعيدي ان لله وان اليه راجعون
دفن الصعيدي وعلى قبره صخرة قد كتب عليها الشهيد رقم 14 فتعجبت لهدا الامر